Friday, June 30, 2017

معاني أسماء الله الحسنى ... العظيم

الاسم الثالث عشر من اسماء الله الحسنى ...  العظيم

قال تعالى
"وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" [البقرة: 255]9 مرات
ذو العظمة، ومعناه عظم شأنه وجلال قَدْره الذي جاوز حدودَ العقل؛ حتَّى لا تتصوَّر الإحاطة بكنهه وحقيقته .
أثر الإيمان بالاسم 
العظمةُ صفةٌ من صفات الله لا يقوم لها خلق، والله تعالى خَلَقَ بين الخَلْق عظمةً
 يُعظِّم بها بعضُهم بعضًا؛ فمن الناس مَنْ يُعَظِّمُ المالَ أو الفضلَ أو العلم أو السلطان أو الجاه؛
 وهم بذلك إنما يُعَظَّمون لمعنى دون معنى، والله - عَزَّ وجَلَّ - يُعظَّمُ في كلِّ الأحوال، وكان الاسم لمن دونه مجازًا .
أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه أن يُسبِّحوا اللهَ بهذا الاسم في صلاتهم 
«فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ» 
(مسلم (1102)
 وقد يكون التعظيم في الركوع لأنه يُمَثِّلُ صورةَ انكسارنا لله وخضوعنا لعظمته) .
المعظِّمُ لله عند مشاهدته معاني الجلال والعظمة يَحلُّ في قلبه الإكبارُ والمهابةُ لله؛
فالسَّماوات والأرض والعوالم كلُّها في قبضته كَحَبَّة خَرْدَل في يد العبد " 
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ 
" [الزمر: 67]
 وتَتَجَلَّى صورةُ تلك العظمة في أعظم آية في القرآن ؛
 "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
"[البقرة: 255] .
يَنْبَغي للعبد أن يُعَظِّمَ اللهَ حَقَّ تعظيمه ويقدره حَقَّ قَدْره بما يستطيعه؛ فيقتضيه وجوبُ العظمة
 أن يتواضع لعظمته، وتعظيمُ الله بتعظيم أسمائه وصفاته دون تشبيهها بخَلْقه،
 ولا يكون ذكرُه لله – تعالى - عند لهو أو أباطيل؛ بل ذكر تعظيم لشأنه وتوقير لمقامه وهيبة له .
وتعظيمه - تعالى - بتعظيم كُتُبه ورُسُله وملائكته ومناسكه وشعائر دينه
 " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ " 
الحج: 32] .
وتعظيمُه بتعظيم حُرُماته وحُرُمات المؤمنين
 " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ "
 [الحج: 30] .
من أعظم ما حَرَّمَه الله أن يشرك به ما لا يملك نفعًا ولا ضرًا من أَوْثان وأحجار
 وقبور صار أصحابُها عظامًا نخرة؛ فكيف تقضي لهم حاجةً وتشفي مريضًا وتَرُدُّ غائبًا .
وهؤلاء الذين قَصر إيمانُهم عن عظمة الله تَوَعَّدَهم بالعذاب
 " خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ "
 [الحاقة: 30-33].

كنوز الشرق